أنواع الصداع بعد الولادة، وأسبابها.. وطرق علاجها
هل سبق لك أن سمعت عن صداع ما بعد الولادة أو عانيت منه؟ تشير إحدى الدراسات العلمية إلى أن 39% من النساء يواجهن الصداع خلال الأسبوع الأول بعد الولادة. في هذا المقال، سنستعرض أسبابه وأنواعه وطرق علاجه.
أنواع صداع ما بعد الولادة
يمكن تصنيف الصداع الذي يحدث بعد الولادة إلى فئتين رئيسيتين:
1. الصداع الأولي
يتضمن الصداع الأولي الأنواع التالية:
صداع التوتر
ينجم هذا النوع من الصداع عن التوتر الناتج عن دخول مرحلة جديدة، بالإضافة إلى عوامل بيئية أخرى مثل قلة النوم والجفاف. يتميز بأنه صداع متوسط الشدة، وعادة ما يؤثر على جانبي الرأس، ويستمر لمدة 30 دقيقة، وقد يمتد لأكثر من أسبوع.
الصداع النصفي
الصداع النصفي هو صداع شديد ونابض، غالبًا ما يؤثر على أحد جانبي الرأس، ويصاحبه أعراض إضافية مثل الغثيان والتقيؤ، والحساسية تجاه الأضواء والأصوات، مما يؤثر على قدرة المرأة على القيام بالمهام اليومية لفترات تتراوح بين ساعات إلى أيام.
وأفادت الجمعية الأمريكية للصداع النصفي أن واحدة من كل أربع نساء تتعرض للصداع النصفي خلال الأسبوعين الأولين بعد الولادة، وذلك بسبب انخفاض مستويات الهرمونات في هذه الفترة. كما تزداد احتمالية إصابة النساء بالصداع النصفي بعد الولادة نتيجة للجهود الكبيرة التي تتطلبها رعاية الرضيع، مما يؤدي إلى شعور الأم بالتعب والإرهاق.
2. الصداع الثانوي
يمكن أن يظهر الصداع الثانوي بعد الولادة نتيجة لحالات طبية أخرى، ومن أبرزها:
الصداع الناتج عن تسمم الحمل
تسمم الحمل هو حالة طبية خطيرة قد تحدث قبل أو بعد الولادة، وتتميز بارتفاع ضغط الدم وزيادة نسبة البروتين في البول. قد يؤدي هذا إلى حدوث تشنجات وغيبوبة، وفي حالات عدم العلاج، قد يكون مهددًا للحياة. تشمل الأعراض المرتبطة به تفاقم الألم عند القيام بأي نشاط بدني، وتأثيره على جانبي الرأس، بالإضافة إلى ألم في الجزء العلوي من البطن، وضيق في التنفس، وقلة الرغبة في التبول، واضطرابات في الرؤية.
الصداع الشوكي
الصداع الشوكي، المعروف أيضًا بصداع ثقب الجافية، هو نوع من الصداع الشديد الذي يظهر خلال 72 ساعة بعد الولادة. يزداد الألم عند الوقوف أو الجلوس بشكل مستقيم، ويحدث نتيجة للتخدير الموضعي أثناء الولادة، مما يؤدي إلى تسرب السائل النخاعي. تترافق هذه الحالة مع أعراض مثل تصلب الرقبة، والغثيان، والتقيؤ، بالإضافة إلى تغيرات في السمع والرؤية.
عادةً ما يتم إدارة هذا النوع من الصداع من خلال العلاج التحفظي، الذي يتضمن الراحة، وشرب الماء، واستهلاك الكافيين. وفي بعض الحالات، قد يكون من الضروري اللجوء إلى العلاج الجراحي المعروف باسم رقعة دموية فوق الجافية لمنع تسرب السائل النخاعي.
أسباب الصداع بعد الولادة
يختلف سبب الصداع بعد الولادة بناءً على نوعه، ويمكن تلخيص الأسباب المتعلقة بالصداع الأولي كما يلي:
1. أسباب الصداع الأولي بعد الولادة
تتضمن الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالصداع الأولي ما يلي:
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بالصداع النصفي.
- تغيرات هرمونية.
- فقدان الوزن الناتج عن انخفاض مستويات الهرمونات.
- التوتر والضغط العصبي.
- نقص النوم.
- الجفاف.
2. أسباب الصداع الثانوي
تتعدد أسباب الصداع الثانوي، ومن أبرزها:
- تسمم الحمل.
- التخدير الموضعي.
- بعض الأدوية.
- انسحاب الكافيين.
- التهاب السحايا.
متى يجب استشارة الطبيب؟
يُعتبر الصداع بعد الولادة من الأمور الشائعة في هذه الفترة، ولكن إذا ظهرت الأعراض التالية، فمن الضروري استشارة الطبيب:
- صداع شديد يزداد حدته بسرعة.
- ظهور أعراض مصاحبة مثل الحمى، تصلب الرقبة، الغثيان، التقيؤ، اضطرابات الرؤية، ومشكلات الإدراك.
- تأثير الصداع على جودة النوم.
- صداع يحدث بعد ممارسة نشاط بدني أو عند تغيير وضعية الجسم.
علاج صداع ما بعد الولادة
يعتمد علاج صداع ما بعد الولادة على السبب الكامن وراءه. في حالة الصداع الثانوي الناتج عن مشكلة صحية، يجب استشارة الطبيب لتحديد العلاج المناسب. أما بالنسبة للصداع الأولي، فعادة ما يختفي بعد حوالي 6 أسابيع من الولادة. إليك بعض الوسائل التي قد تساعد في تخفيف حدة الصداع:
- الحصول على قسط كافٍ من النوم.
- اتباع نظام غذائي متوازن.
- شرب كمية كافية من الماء.
- استخدام كمادات باردة.
- الراحة في غرفة هادئة ومظلمة.
- تناول مسكنات الألم التي لا تحتاج إلى وصفة طبية، مثل أسيتامينوفين وإيبوبروفين، والتي لا تؤثر على حليب الأم.
- تناول كميات معتدلة من الكافيين.
- ممارسة الاسترخاء وتقليل التوتر من خلال المشي، القراءة، أو التحدث مع الأصدقاء المقربين.
في الختام، يُعتبر صداع ما بعد الولادة شائعًا بين العديد من النساء، ولكن إذا زادت حدته وأثرت على القدرة على أداء المهام اليومية، فمن المهم استشارة الطبيب لتشخيص السبب وتحديد العلاج المناسب.