أسباب ظهور الشيب المبكر المحتملة، وهل يمكن معالجته؟
ما هو الشيب المبكر وما هي أسبابه؟ وهل يمكن التغلب عليه واستعادة لون الشعر الطبيعي؟ في هذا المقال، سنستعرض أبرز الأسباب المحتملة لهذه الظاهرة، بالإضافة إلى نصائح قد تساعد في علاجها أو الوقاية منها، ومعلومات أخرى مفيدة.
تعريف الشيب المبكر
يشير مصطلح الشيب المبكر إلى تحول لون الشعر إلى الرمادي أو الأبيض في سن العشرين أو الثلاثين، أو حتى قبل ذلك. يحدث هذا التغيير عندما تتوقف الخلايا المسؤولة عن إنتاج الصبغة عن عملها، مما يؤدي إلى تراكم بيروكسيد الهيدروجين بشكل طبيعي في الجسم، وهو ما يساهم في تغيير لون الشعر.
أسباب الشيب المبكر
تتعدد الأسباب المحتملة لظهور الشيب المبكر في العشرينات أو الثلاثينات، ومنها:
1- نقص الفيتامينات:
يمكن أن يؤدي نقص فيتامين ب6، ب12، البيوتين، فيتامين د، أو فيتامين هـ إلى ظهور الشيب المبكر. تشير بعض الدراسات إلى أن نقص هذه الفيتامينات قد يؤثر على تصبغ الشعر. وفي دراسة أخرى تناولت العوامل المرتبطة بالشيب المبكر لدى الشباب، وُجد انخفاض مشترك في مستويات بعض الفيتامينات ومستويات الكوليسترول الجيد.
2- العوامل الوراثية:
يُعتبر الشيب المبكر مرتبطاً بشكل كبير بالعوامل الوراثية والجينات، وفقاً لبعض التقارير الطبية. كما تلعب السلالة والعرق دوراً في ذلك، حيث يمكن أن يظهر الشيب المبكر في بداية العشرينات لدى أصحاب البشرة السوداء، وفي الثلاثينات لدى أصحاب البشرة الداكنة. إذا لاحظت ظهور شعر أبيض أو رمادي في سن مبكرة، فمن المحتمل أن يكون والداك أو أجدادك قد واجهوا نفس المشكلة.
3- الإجهاد التأكسدي:
يمكن أن يسهم الإجهاد التأكسدي في ظهور الشيب المبكر، حيث يحدث خلل عندما تكون مضادات الأكسدة غير كافية للتصدي للآثار الضارة الناتجة عن الجذور الحرة. هذه الجذور الحرة هي جزيئات غير مستقرة تؤذي الخلايا وتساهم في الشيخوخة وظهور الأمراض.
كما أن زيادة مستويات الإجهاد التأكسدي قد تعزز من تطور بعض الأمراض، بما في ذلك الأمراض الجلدية التصبغية مثل البهاق، الذي يؤدي إلى تغيير لون الشعر إلى الأبيض نتيجة موت خلايا الميلانين أو فقدان وظائفها.
4- وجود مشاكل صحية:
يمكن أن تزيد بعض المشاكل الصحية، مثل أمراض المناعة الذاتية، من خطر تحول لون الشعر إلى الرمادي. وقد أشارت دراسة نُشرت في عام 2008 إلى وجود علاقة بين تغيرات الشعر وخلل في الغدة الدرقية.
كما يُعتبر الشعر الأبيض شائعًا في حالات الإصابة بمرض الثعلبة، وهو مرض مناعي يؤدي إلى فقدان الشعر في فروة الرأس وأماكن أخرى. وعند عودة نمو الشعر، يميل إلى أن يكون أبيض بسبب نقص الميلانين.
5- الضغط والتوتر:
تؤثر ضغوط الحياة على الشعر، مما قد يؤدي إلى مشاكل في النوم وتغيرات في الشهية. وقد وجدت دراسة حيوانية علاقة بين التوتر واستنزاف الخلايا في بصيلات الشعر. لذا، إذا لوحظ ظهور شعر أبيض، فقد يكون نتيجة التعرض لأحداث مرهقة وضغوطات صعبة، وما زال الأمر بحاجة إلى مزيد من الأبحاث.
6- التدخين:
تشير نتائج دراسة نُشرت في عام 2013 إلى أن المدخنين معرضون للإصابة بالشيب المبكر بمعدل مرتين ونصف قبل بلوغ الثلاثين مقارنة بغير المدخنين. كما أظهرت دراسة أخرى أجريت في السنوات اللاحقة أن التدخين مرتبط بالشيب المبكر لدى الرجال الشباب.
من المعروف أن الآثار الجانبية أو الأضرار طويلة المدى للتدخين قد تشمل التأثير على الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى تقليل تدفق الدم إلى بصيلات الشعر، وبالتالي حدوث مشاكل مختلفة للشعر. كما أن المواد السامة الموجودة في السجائر يمكن أن تلحق الضرر بأجزاء من الجسم، بما في ذلك بصيلات الشعر، مما يؤدي إلى ظهور الشعر الأبيض.
7- تأثير الصبغات ومنتجات الشعر
تُعتبر المنتجات الكيميائية المستخدمة في صبغ الشعر، بالإضافة إلى بعض منتجات العناية بالشعر مثل الشامبو، من العوامل التي قد تسهم في ظهور الشيب المبكر. يعود ذلك إلى احتواء العديد من هذه المنتجات على مكونات ضارة تؤثر سلبًا على مستوى الميلانين في الجسم. ومن بين هذه المكونات، تبرز مادة بيروكسيد الهيدروجين الموجودة في العديد من صبغات الشعر، حيث إن الإفراط في استخدام منتجات تفتيح لون الشعر قد يؤدي في النهاية إلى تحول لونه إلى الأبيض.
علاج الشيب المبكر
إذا كان ظهور الشيب المبكر ناتجًا عن عوامل وراثية، فلا يمكن فعل الكثير حيال ذلك. ومع ذلك، يمكن معالجة الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى هذه المشكلة، مما قد يساعد في استعادة لون الشعر. تشمل طرق علاج الشيب المبكر لدى الفتيات والشباب ما يلي:
زيادة مضادات الأكسدة:
اتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على أطعمة غنية بمضادات الأكسدة، مثل الخضروات والفواكه والشاي الأخضر وزيت الزيتون والأسماك، يمكن أن يقلل من الإجهاد التأكسدي الضار في الجسم، مما يساعد في الوقاية من ظهور الشعر الأبيض مبكرًا.
علاج نقص الفيتامينات:
إذا كان الشيب ناتجًا عن نقص في بعض الفيتامينات، فمن المهم تناول المزيد من الأطعمة الغنية بهذه الفيتامينات لتعويض النقص. تُعتبر المأكولات البحرية واللحوم مصادر جيدة لفيتامين ب12، بينما يُعد الحليب والسلمون والجبن مصادر ممتازة لفيتامين د. كما يمكن استخدام مكملات الفيتامينات، ولكن يُفضل استشارة مختص قبل البدء في استخدامها.
الإقلاع عن التدخين:
كما تم الإشارة سابقًا، يؤثر التدخين سلبًا على الجسم وقد يسهم في ظهور الشعر الأبيض. وقد أظهرت الأبحاث وجود علاقة بين التدخين وفقدان تصبغ الشعر، لذا فإن الإقلاع عن التدخين قد يساعد في عكس هذه التأثيرات.
هل يمكن علاج الشيب المبكر بطرق طبيعية؟
هناك العديد من الطرق الطبيعية التي يمكن أن تساعد في تقليل ظهور الشيب المبكر دون الإضرار بالجسم أو التأثير سلبًا على عملية التصبغ. ومن بين هذه الطرق:
- أوراق الكاري: عند مزج أوراق الكاري مع زيت الشعر وتطبيقها على فروة الرأس، يمكن أن تساهم هذه الأوراق في تقليل الشيب المبكر.
- أوراق البرينجراج (Bhringaraj): تُعرف هذه الأوراق بقدرتها على تعزيز لون الشعر الداكن وحمايته من التحول إلى اللون الأبيض. يُنصح بغلي عصير هذه الأوراق في زيت جوز الهند أو زيت السمسم وتدليك الشعر بهما.
- عنب الثعلب الهندي: يُعتبر هذا المكمل العشبي فعالًا في مكافحة الشيب من خلال تعزيز عملية التصبغ، ويُعزى ذلك إلى احتوائه على مضادات الأكسدة وخصائص مضادة للشيخوخة.
- الشاي الأسود: يُساعد الشاي الأسود في تعزيز لون الشعر وجعله أكثر لمعانًا ونعومة. يمكن استخدامه عن طريق نقع 3 إلى 5 أكياس في كوبين من الماء المغلي، ثم تطبيقه على شعر نظيف ومبلل. كما يمكن خلطه مع منعم الشعر وتركه لمدة ساعة قبل غسله.