التوتر عند الرجال يمكن أن يؤدي إلى متاعب عديدة. هل تعلم أن الرجال والنساء يستجيبون نفسياً بطرق مختلفة؟ للتوتر والضغط بالمقارنة مع النساء، يُظهر الرجال استجابة أقوى للضغوط النفسية والتوتر، وقد يتفاعلون بمستويات أعلى من العدوانية ويميلون إلى سلوكيات تأقلم غير صحية. وهذا يمكن أن يؤثر على صحتهم الجسدية. يمكن أن يؤدي الإجهاد والضغط المزمن إلى العديد من المشكلات النفسية والجسدية التي تؤثر على جودة الحياة بشكل عام. نظرًا لاختلاف طريقة تفاعل الرجال والنساء مع التوتر والضغط، من الضروري التعرف على أعراض التوتر لديهم حتى يمكنهم التعامل معها بفعالية. سنقوم بتوضيح ذلك في هذه المقالة.
الأعراض الجسدية الناتجة عن التوتر والضغط عند الرجال:
بصفة عامة، يمكن أن يُعبر عن التوتر جسدياً ونفسياً. وهناك ارتباط وثيق بين هذين التعبيرين عن التوتر.
على سبيل المثال ، أظهرت بعض الأبحاث أن التوتر الضغط المزمن قد يتسبب في تراجع كفاءة الجهاز المناعي ويزيد من احتمالية الإصابة بالأمراض.
تشمل العلامات الجسدية الناتجة عن التوتر والضغط لدى الرجال الأعراض التالية:
- ألم في الصدر .
- وجع في القلب .
- ضيق في التتفس .
- ارتفاع ضغط الدم .
- الشعور بالتعب والإعياء .
- آلام في العضلات مثل آلام الظهر والرقبة .
- الشعور بالصداع .
- الدوخة وعدم الاتزان .
- طحن الأسنان .
- شعور بالضيق أو الجفاف أو الإحساس بوجود شيء يعيق الحلق.
- عسر الهضم .
- الإصابة بالإسهال أو الإمساك .
- زيادة في التعرق .
- تقلصات المعدة .
- زيادة الوزن أو فقدانه في بعض الحالات .
- مشاكل البشرة .
لا ينبغي لك تجاهل المشكلات الجسدية حتى لو كنت تعتقد أنها ناتجة عن التوتر والضغط فقط. من الأفضل دائماً زيارة طبيبك للتأكد من عدم وجود أي حالات طبية أساسية قد تؤثر على صحتك في المستقبل أو تتسبب في اضطرابات نفسية.
أعراض التوتر عند الرجل :
يمكن أن يسهم التعرف المبكر على الأعراض النفسية للتوتر في منع تفاقم التوتر إلى مستوى مزمن. وقد تتضمن الأعراض النفسية للتوتر والضغط لدى الرجال الأعراض التالية:
- الشعور بالحزن .
- الاكتئاب .
- البكاء .
- الانسحاب أو العزلة .
- الأرق .
- تقلب المزاج .
- زيادة أو تضاؤل في الدافع الجنسي .
- الشعور بالقلق .
- الشعور بعدم الراحة .
- الانفعال أو الغضب أو ضعف القدرة على التحكم في الغضب.
- التغييرات في الأكل .
- الشعور بعدم الأمان .
- انخفاض القدرة على التكاثر .
- التغييرات في العلاقات القريبة .
- زيادة التدخين .
- زيادة تعاطي الكحول والمخدرات .
مقارنة الضغط النفسي والإجهاد بين الذكور والإناث:
يظهر التوتر والإجهاد بشكل مختلف بين الرجال والنساء لأسباب متعددة، تشمل الاختلافات البيولوجية، المناعية، الهرمونات الجنسية، واستجابات القتال أو الهروب. نتيجة لهذه الاختلافات، تشير الدراسات إلى أنه بشكل عام:
- تظهر الغدة الكظرية (نظام استجابة الجسم للضغط) والجهاز العصبي السمبثاوي استجابة أقوى لدى الرجال مقارنة بالنساء عند تعرضهم لنفس ظروف الضغط. وهذا يزيد من خطر إصابة الرجال بزيادة العدوانية، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وأيضًا انخفاض وظائف المناعة.
- يميل التوتر والضغط إلى تنشيط مناطق مختلفة من الدماغ لدى كل من الرجال والنساء. عند التعرض لنفس الضغوط، يظهر الرجال استجابة أكبر للضغط مقارنة بالنساء، كما أن لديهم مستويات أعلى من الكورتيزول في لعابهم.
- بسبب الفروق في استجابات الدماغ، قد يكون الرجال أكثر ميلاً للتفاعل مع استجابة القتال أو الهروب عندما يتعرضون للضغط. في المقابل، تُظهر النساء نمطاً يميل إلى الاهتمام والعلاقات الاجتماعية. هذا يؤدي إلى ارتفاع مستويات التوتر والضغط لدى الرجال خلال بعض المواقف مقارنة بالنساء.
- يمكن أن يؤثر الألم المزمن على الرجال بطرق مختلفة نتيجة العلاقة بين هرمون التستوستيرون ومستويات التوتر والألم. يقوم التستوستيرون بتخفيف الإحساس بالألم، لكن التوتر قد يؤدي إلى خفض مستويات التستوستيرون وزيادة إفراز هرمون الكورتيزول، مما قد يؤدي إلى زيادة حدة الشعور بالألم.
- يجب أن تأخذ بعين الاعتبار أن الثقافة الخاصة والفريدة لكل فرد، بالإضافة إلى التعقيدات الدينية والتنشئة والتجارب المبكرة للصدمات في الطفولة (إن وجدت)، وبعض العوامل الوراثية، يمكن أن تؤثر جميعها على كيفية تعاطي الرجال والنساء مع التوتر والضغوط.
- يسجل الرجال معدلًا أقل من اضطرابات الصحة العقلية المبلغ عنها مقارنة بالنساء. ومع ذلك، فهم أيضًا عرضة للبحث عن الدعم والمساعدة من أطبائهم أو مقدمي خدمات الصحة العقلية. كما أظهرت الإحصاءات أن الرجال أكثر عرضة للانتحار مقارنة بالنساء.
طريقة قياس التوتر والضغط النفسي عند الرجال:
هناك عدة طرق لقياس التوتر والضغط النفسي، حيث تُعتبر الاستبيانات وسيلة فعالة في هذا المجال. كما يعتمد الكثير من الأطباء على المقابلات الطبية لتشخيص التوتر والإجهاد وتأثيراته.
لقياس مستويات التوتر والضغط وتحديد ما إذا كانت مسؤولة عن ظهور الأعراض، سيوجه طبيبك مجموعة من الأسئلة حول أي أحداث أو ظروف مجهدة ساهمت في بدء الأعراض. قد يقترح الطبيب أيضًا إجراء بعض الفحوصات الطبية لاستبعاد وجود حالة طبية أساسية.
يعتمد بعض الأطباء على مقياس تقييم التعديل الاجتماعي لقياس التوتر والضغط. يتيح هذا المقياس تقييمًا موحدًا لـ 50 نوعًا من الضغوط الشائعة وتأثيرها عليك. تشمل هذه الظروف العمل، والمعيشة، وفقدان أحد الأحباء، والأحداث التي تعرضت لها في العام الماضي.
كيف يؤثر التوتر والضغط على صحة الرجال؟
يمكن أن يؤثر الضغط النفسي والتوتر على صحة الرجال، حيث تم ربطهما بزيادة احتمالية الإصابة ببعض الأمراض مثل أمراض القلب والأوعية الدموية وأنواع معينة من السرطان.
سرطان البروستاتا :
أظهرت دراسة أن التوتر والضغط يزيدان من احتمالية الإصابة ب سرطان البروستاتا و يعزز نمو الورم وتفشيه. يقوم الجهاز العصبي السمبتاوي بتنظيم استجابة الجسم للتوتر والقتال، بينما يسهم الجهاز العصبي الباراسمبتاوي في استرخاء الجسم. وكلاهما له دور في سرطان البروستاتا.
يؤدي التوتر إلى إفراز مادة كيميائية تسمى النورادرينالين بواسطة الجهاز السمبثاوي، وقد ثبت أنها تعزز استجابة تحفز نمو السرطان. كما تطلق الألياف العصبية للجهاز العصبي المحيطي مادة كيميائية أخرى تساعد الخلايا السرطانية على الانقسام والانتقال إلى مناطق أخرى من الجسم.
الضعف الجنسي لدى الرجال :
يمكن أن يؤدي كل من التوتر والضغط النفسي إلى ضعف الانتصاب عند الرجال في مختلف الأعمار. حيث يؤثر التوتر والضغط على إشارات الدماغ إلى القضيب مما يزيد من تدفق الدم اللازم للانتصاب. كما أن التوتر والضغط المزمن يقللان من إنتاج هرمون التستوستيرون، مما قد يؤدي إلى العجز الجنسي.
العقم لدى الرجال :
يزيد تأثير التوتر والضغط النفسي المستمر من مستويات هرمون التستوستيرون وإنتاج الحيوانات المنوية وجودتها، مما قد يؤدي إلى الإصابة بالعقم.
أمراض القلب والأوعية الدموية:
أظهرت الأبحاث أن جميع أشكال التوتر والضغط النفسي تُزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب. فالإجهاد والتوتر يرفعان ضغط الدم ومستويات الكوليسترول، وهذان العاملان يمثلان مخاطر رئيسية للإصابة بأمراض القلب. بالإضافة إلى ذلك، فإن النوبات المتكررة من التوتر تؤدي إلى حدوث التهاب في الشرايين التاجية، مما يزيد من خطر النوبات القلبية.
مشكلات الجهاز الهضمي المزمنة:
يمكن أن يتسبب التوتر المستمر في حدوث اضطرابات في الجهاز الهضمي. حتى نوبات التوتر القصيرة قد تؤدي إلى اضطرابات وألم في المعدة. ولكن عندما يصبح التوتر مزمناً، فإنه قد يسبب العديد من مشاكل الجهاز الهضمي، مثل:
- الإمساك المزمن أو الإسهال .
- حرقة في المعدة .
- ارتجاع المرئ .
- قرحة المعدة .
ألم مزمن :
أظهرت الأبحاث وجود صلة بين التوتر والضغط وزيادة حساسية الألم. حيث يؤدي التوتر إلى تشنج العضلات مما يسبب آلاماً مستمرة في الرقبة والكتفين والظهر. بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر التوتر والضغط من الأسباب الشائعة للصداع والصداع النصفي. كما أن العيش مع الألم المزمن يساهم في زيادة التوتر والقلق.
زيادة تعرض الجسم لنزلات البرد والالتهابات.
يؤثر الإجهاد المزمن على نظام المناعة ويعطل الاستجابة الالتهابية، مما يؤدي إلى زيادة احتمال الإصابة بنزلات البرد والالتهابات.
يمكن أن تكون أعراض التوتر والضغط لدى الرجال متفاوتة من خفيفة إلى شديدة، وقد تؤثر على الأنشطة اليومية. لذا ينبغي عدم تجاهلها. علاج التوتر والضغط لتجنب التأثير على أسلوب حياتك وجودتك، يمكنك استشارة طبيب لمساعدتك في ذلك.